بسم الله الرحمن الرحيم
الحلقة الخامسة –نوافذ على التوحد 2
مقابلة مع منيرة أحمد المحيش
شابة 15 عام، مشخصة بالتوحد، موهوبة بالكتابة والرسم
منيرة: أنا منيرة أحمد المحيش، عمري 15 سنة، طالبة في مدارس التربية الاسلامية في صف سادس(د). أنا موهوبة في الرسم وأحبه، عرفت الرسم قبل أن أعرف كيف أتكلم. و أحب أفلام الكرتون و أريد أن أصبح مؤلفة قصص للأطفال و كاتبة أناشيد و مخرجة لأفلام الكرتون و مدبلجة صوتية.
– قلتِ بأن من هواياتك الرسم والكتابة وتريدين أن تصبحي مدبلجة صوتية، فهلا حكيتي لنا كيف كانت بداية تعلقك بهذه الهوايات و كيف طورت هذه المواهب؟
– طورتها من أفلام الكرتون لأنني كنت أحب أفلام الكرتون منذ كنت صغيرة و أفلام الكرتون أقرب إلي من الناس. عندما أنظر بأن هناك شخصيات ترسم و تلون فأنا أرغب بأن أفعل مثلها فقد كنت مثلا اقلّد ما تفعله شخصيات أفلام الكرتون.
– هل تذكرين أول مرة بدأت فيها بالرسم أو الكتابة؟
– بدأت الرسم عندما كنت صغيرة و لم يكن رسمي جيداً، كنت أرسم فقط بيوت و شجر و زهور و لم أكن أعرف كيف أرسم شخصيات أفلام كرتون و مع ذلك أحببت الرسم كثيراً حنى أنني كنت كثيراً ما أضيِّع ألواني و لكنني كنت أحاول أن أحافظ على هذه الأشياء، وكنت أحاول عد الألوان من واحد إلى عشرة. و أفلام الكرتون تعلمني حب كل شيء ولاسيما ذات الأناشيد الجميلة.
– هل تودِّين مشاركتنا ببعض لوحاتك و ترينا إياها؟
– نعم
– هلا حكيت لنا عن هذه اللوحة؟
– هذه، هذه للتوحد
– ما هي الفكرة التي خطرت لك وأنت ترسمينها؟
– لمعرفة ما بداخلنا نحن التوحديون، اننا نريد المساعدة ، نريد أحد يهتم فينا و إذا اهتم بنا شخص فلن ننسى له فضله حتى عندما نكبر، إذا استمر لطيفا معنا للأبد فلن ننسى له أي شيء.
– (ترينا لوحة أخرى)
– هذه اللوحة هدية للأطفال المكفوفين.
– آه، ألهذا تلبس النظارة؟
– أجل، و هذه الآلة التي معها هي آلة الكتابة الخاصة للغة برايل. أرى أن الكتب لهم بلغتهم الخاصّة أهم، فهم لا يستطيعون الابصار و لكنهم يستطيعون السمع، فإذاً سأعطيهم أو سأجعلهم يسمعون أناشيد من كتابتي ليستمتعوا بها و بهذه الطريقة سيشعرون و كأنهم يشاهدون أفلام الكرتون و سوف أكتب قصص و أطلب أن تترجم للغتهم لكي يقرأوها و يستمتعوا بها و كأنهم يشاهدون أفلام الكرتون. حتى أنني أعطيت لذوي الإعاقة الفاقدين أقدامهم و لا يستطيعون المشي بطاقات عليها صور السنافر، رسمتها بنفسي و كتبت أن السنافر تقول: نحب أطفال التوحد. منهم السنفور مفكر يقول: أنا حكيم أطفال التوحد، و سنفورة تقول: أنا صديقة أطفال التوحد، و السنفور شاطر يقول: أنا أحب اطفال التوحد المبدعين و المبتكرين مثلي، و السنفور رسام يقول: أطفال التوحد فنانين و رسامين مثلي، و السنفور شاعر يقول: أطفال التوحد ماهرين بالشعر مثلي. وقلت لهم إذا أنزلتم رؤوسكم فالسنافر ستغضب منكم.
– (ترينا لوحة أخرى من رسماتها الجميلة)
– هذه رسمتها تعبيراً لنا نحن أطفال التوحد. أن أمهاتنا هن الأدرى بنا و هن اللاتي يفهمن أكثر من الجميع.
– (لوحة أخرى) هذه اللوحة بها عصافير جميلة.
– نعم، و بها شجرة. هذه الشجرة تعبر لنا عن مدى الوحدة و هذه العصافير كأنها أشخاص سعداء يأتون إلينا.
– (رسمة أخرى)
– هذا غروب الشمس و هاتان شجرتان.
– هل تعبر هذه الرسمة عن شيء تحبينه أنتِ؟
– نعم، الطبيعة.
– (لوحة جميلة أخرى)
– هذه اللوحة يابانية، انني أحب طيور اللقلق، و هذه أزهار الكرز و اسمها في اليابانية على ما أظن الـ Sakura
– إنصاف (والدة منيرة): أخبريهم يا منيرة كيف تعلمتِ الكتابة و من الذي علمك.
– منيرة: أستاذة أمل الحمدان هي التي علمتني الكتابة
– إنصاف: و كيف كانت كتابتك؟ على ماذا؟
– منيرة: على الحاسب المحمول.
– إنصاف: و ماذا قالت لك هي؟
– منيرة: قالت لي أنني أصلح لكتابة القصص و لكن لم أفهم عمّا تعني فأنا لا أعرف القراءة ولا الكتابة جيداً و لم أكن أعرف أوزان الكلمات ولا قواعد اللغة العربية و لكنها أصرت أن تعلمني اللغة العربية حتى أتقنتها.
– إنصاف: هل علمتك هي اللغة العربية؟
– أعني كتابةً و قراءة و لكني لم أعرف كيف أكتب القصص و بعد وقت من تفكير قررت أن أجرب الكتابة و لكن بدأت بصنع شخصيات القصص، ولكن رسمي لهذه الشخصيات لم يكن جيداً.
– إنصاف: ثم ماذا طلبت منك المعلمة؟
– طلبت مني كتابة قصة
– و ما هي هذه القصة؟
– قصة المستطيل والمربع
– إنصاف: وماذا أسميناها؟
– حكمة النجمة الخماسية
– لقد كنت أبحث البارحة ووجدت صورة غلاف هذا الكتاب على تويتر، انتِ وضعتها هل هذا صحيح يا منيرة؟
– نعم، أصلاً التي قامت بتحسينها هي الأستاذة فوزية.
– ولكن أنت من أتى بالفكرة، صحيح؟
– نعم
– إنصاف: كيف بدأت بالرسم على اللوح؟
– منيرة: الألواح القماشية؟ رأيت ذلك في فلم بائع الحليب، لقد ذهب ليشتري لوحةً قماشية و منه عرفت أن هذه اسمها لوحة قماشية.
– ماذا تقولين لأطفال التوحد؟
– أن يخرجوا المواهب التي فيهم و يجب أن لا ييأسوا وأن الذين يعاملوننا بلطف نحبهم مدى العمر على أن لا ينقلبوا علينا.
– و ماذا تقولين لأمهات أطفال التوحد؟
– هن الأدرى بأبنائهن، يجب أن لا يتركونهم بالزاوية و يجب أن يبقوا معهم و أن يحضنوهم و يشتروا لهم أشياء تسليهم كالقصص و أفلام الكرتون و أناشيد و أن يشغلوا لهم التلفاز ليضعوا لهم البرامج التي تناسب سنهم.
طباعة نص الحلقة
لولو الأشقر